التخطي إلى المحتوى

الإسلام دين البذل والعطاء، لذا شرع الصدقة وجعلها من أجل الطاعات وأعظم القربات، فهى طهرة للنفس من الأخلاق الرذيلة ودفعاً للشح والبخل وقسوة القلب، قال تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، فما هو مفهموم الصدقة وما فضلها وثمرتها وخاصة فى شهر رمضان أسوة بالنبى صلى الله عليه وسلم الذى كان أجود من الريح المرسلة؟.

وعن هذا يحدثنا الشيخ محمود عبد السميع من علماء الأزهر فيقول:

الصدقة فى الإسلام لها مفهوم واسع ومتنوع، فتشمل الصدقة بالمال وغيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على كل مسلم صدقة قيل: (أرأيت إن لم يجد؟، قال: يعتمل بيده فيدفع لنفسه ويتصدق. قيل أرأيت إن لم يستطع؟، قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قيل: أرأيت إن لم يستطع؟، قال : يأمر بالمعروف أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل؟، قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة).

فضائل وثمرات
ويضيف: «إن الصدقة تخرج للفقراء من أهل القرابة واليتامى والمساكين والمسافر المنقطع عن أهله ولبناء المدارس والمستشفيات وإصلاح الطرق وغيرها كثير، ومن هنا كان لها فضائل وثمرات فهى تلين القلب وتذهب قسوته، فعن أبى هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه. فقال له: (إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم).

وقال الإمام النووى سميت الصدقة صدقة لأنها دليل لتصديق صاحبها وصحة إيمانه وباطنه فتذكر أيها المتصدق أنك المستفيد من الصدقة أولا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تصدقوا فإنه يأتى عليكم زمان يمشى الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لى بها).

ويؤكد أن من فضائل الصدقة أنها تكمل زكاة الفريضة وتجبر نقصها، وأيضا هى مكفرة للخطايا لحديث معاذ رضى الله عنه مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)، والصدقة تكفر فتنة الرجل فى أهله وماله وولده كما فى حديث حذيفة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال فتنة الرجل فى أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر). قال ابن البطال: (فتنة الرجل فى أهله أن يأتهم ما لا يحل له من القول أو العمل، مما لا يبلغ كبيرة وفتنته فى ولده فرط محبتهم وشغله بهم عن كثير من الخير)، والصدقة سبب من دخول الجنة والعتق من النار، وهى أيضا تحفظ النفس عن الشح.

قال تعالي: «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون»، والصدقة تحل البركة قال تعالى: «وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» قال الإمام ابن القيم: (للصدقة تأثير عجيب فى دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم أو كافر).

والصدقة من أعظم أسباب عون العبد على الطاعة، قال تعالى: (فأما من أعطى واتقى فسنيسره للحسنى)، والصدقة شكر على نعمة الصحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وكلما كانت الصدقة فى السر كانت أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صدقة السر تطفئ غضب الرب).

ونذكر أن الصدقة فى شهر رمضان أفضل، لأنه شهر التنافس فى الخيرات والتزود من الطاعات، وفيه تعظم الأجور وترفع الدرجات، لذا ينبغى على المسلم أن يكون له منها نصيب فى الشهر المبارك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة فى رمضان).

اقرأ ايضا | عميد «أصول الدين بالأزهر»: رمضان يرقق القلوب وفرصة للتقرب إلى الله|فيديو

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.