التخطي إلى المحتوى

عادت مظاهر الاحتفال برمضان فى شوارع وميادين مصر، بعد عامين من الغياب بسبب جائحة «كورونا»، إثر تخفيف الحكومة الإجراءات الوقائية من انتشار الفيروس، بإصدارها قرارات عدة قبل بداية الشهر، كان من بينها السماح بفتح دور المناسبات الملحقة بالمساجد، وأداء صلاة التراويح بالمساجد الكبرى ومد غلق المحال والمطاعم والمقاهي.

فشهر رمضان فرحة وذكريات وطقوس وعادات لها وقع خاص فى عقل ووجدان المصريين مثل «المسحراتى والمدفع والكنافة والقطائف والعزومات» وكلها عادات ارتبطت بشهر رمضان توارثها الشعب المصرى ومزجها جمعيها لتصبح عادات أساسية فى شهر الصيام.

وقامت «الأخبار» بجولة فى شوارع القاهرة الكبرى لرصد فرحة المصريين الذين يترقبون كل عام أيامهم بعودة أجواء رمضان المصرية، التى امتدت لسنوات وتبادلها أهل مصر.

وفى البداية، أوضح طارق المليجى، موظف، أن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان تتمثل فى الزينة والفوانيس، وتجمع العائلات والأسر وسط مظاهر من الحب والفرحة التى تجمعهم.

وأعرب عن سعادته بعودة التراويح فى المسجد، قائلاً «خلال عامين اتحرمنا من فرصة سماع الدروس الدينية وصلاة التراويح«.

وأشار إلى أنه على الرغم من انخفاض الإصابات وعدم الالتزام بالكمامات من جانب الكثيرين، فإنه يحرص على الالتزام بارتداء الكمامة، وإحضار سجادة الصلاة الخاصة خلال حضوره لصلاة التراويح يومياً.

من جانبه، أشار سعيد فرج، إلى أن عودة موائد الرحمن كانت نبأً ساراً للكثيرين ، لأنها من عادات رمضان الجميلة، وهو الطقس الذى حافظ عليه المصريون ، إلى أن حرمهم منه فيروس «كورونا»، وأضاف أن هذا العام تعود لنا الروح مرة أخرى بعودة أجواء رمضان الجميلة والزينة والفوانيس والجلوس على مقاهى الحسين وسط الأهل والأصدقاء.

بدورها، أوضحت، شرين عيد، أن رمضان فى مصر له من الخصوصية التى تجعله شهرا له مذاق خاص لا يمكن أن ينسى جمال تجمع العائلات على الفطار والخروج واللمة وقت السحور.

وأضاف محمود عواد ، أحد عمال النظافة فى القاهرة، أنه كان يعتاد فى شهر رمضان الإفطار على موائد الرحمن ، وأن «أهل الخير» فى العامين الماضيين حاولوا تعويض عدم إقامتها بتوزيع مساعدات مالية على المحتاجين، لكن ضمان وجبة طازجة وقت الإفطار كان أفضل بكثير بالنسبة له، قائلاً: «أنا فرحان بعودة الخير واللمة من تانى فى الشهر الكريم» .

وأوضح محسن عيد ، صاحب أحد المقاهى بمنطقة الحسين، أن قرار تخفيف الحكومة الإجراءات الوقائية وفتح المقاهى والمطاعم كان مفاجئا وغير متوقع ، قائلا: « القرار جاء فى وقته.. كلنا فرحانين بعودة الحياة والشغل من تانى لأن رمضان بالنسبة لنا موسم « .

وأكد نور كريم ، 28 عاماً، صاحب مطعم فول وفلافل، أن لمة الأصحاب والأهل على السحور رجعت تانى وبدأنا نشتغل، وقمت بالاتصال بالعاملين لاستدعاء بعضهم استعداداً للموسم.

كما أكد رجب شاهين ، صاحب مقهى، بوسط البلد ، أنه حريص على تطبيق الإجراءات الاحترازية سواء للعمال أو المترددين على المقهى، وإتباع الإجراءات الاحترازية حفاظاً على لقمة عيشه.

وأضاف سلطان رجب ، صاحب كافيه ، أنه سعيد بإعادة فتح الكافيه ليستقبل زبائنه بعد انقطاع طويل، ونعتبر قرار الفتح أعاد لنا روحنا خاصة فى شهر رمضان.

وأشادت النائبة د. إيناس عبد الحليم ، عضو مجلس النواب ، بقرار اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية، وأكدت أن رمضان 2022 سيكون له وضع مختلف بعد أن حصلت نسبة كبيرة من المواطنين على لقاح كورونا، وبدأت الأزمة تنفرج تدريجياً وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ بعض القرارات فى رمضان وتخفيف قيود كورونا خلال الشهر المبارك، لتعود مرة أخرى الأجواء الرمضانية التى ينتظرها الجميع كل عام ومنها صلاة التراويح وإقامة موائد الرحمن .

من جانبها، أوضحت النائبة د. دينا هلال عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى بمجلس الشيوخ، أن دخول المصريين لشهر رمضان هذا العام بدون هواجس «كورونا» مرتبط بأكثر من محور، أهمها تحسين الحالة النفسية للمواطن المصرى الذى عاش عامين فى قلق وتوتر وبعد اجتماعى أدى للكثير من المشاكل الأسرية والخلافات العائلية .

وأضافت أنه مع عودة الحياة بعد كورونا سيعود التفاهم والاستقرار النفسى والعملى والأسرى ، خاصة أن شهر رمضان وفق العادات المصرية مرتبط بزيادة صلة الأرحام.

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.