التخطي إلى المحتوى

 سُمي هذا المسجد كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل باسم مرزوق الأحمدي نسبة إلى وجود ضريح له بداخل المسجد، والشيخ مرزوق الأحمدي ولد باليمن سنة (602 هـ/ 1205م) وسافر مع زوجته إلى مكة عام (622هـ/ 1225م) لتلقي العلم ودروس الفقه وظل مرتحلا بين مكة والمدينة، ثم هاجر إلى مصر والتحق بالمدرسة الكاملية وتفقه في علم الحديث ثم اتخذ له خلوة في حي الجمالية قريبة من المدرسة الكاملية، وفى شهر رمضان عام (636 هـ/ 1238م) التقى بالعارف بالله السيد أحمد البدوي ومن يومها نسب إليه فعرف باسم مرزوق الأحمدي.

 

وكان البدوي قد أعطاه العهد الوثيق يدا بيد وصار أول خلفائه. وبعدها منحه أثر قدم الرسول كهدية ليستقر به الحال في المسجد كأول أثر لقدم النبي. ويعتبر هذا الأثر إحدى تسع طبعات لأثر قدم النبي في الصخر، كما ذُكر في الكتيب الخاص بالآثار النبوية بالمتحف الإسلامي بإسطنبول، كذلك كتاب الآثار النبوية لأحمد تيمور باشا الذي أحصى سبعا منها، أربعة بمصر وواحدة بكل من القدس وإسطنبول والطائف.

 

ويشير د. حسين دقيل إلى أن الشيخين البدوي ومرزوق الأحمدي كان لهم دورا بطوليا إبان الحملة الصليبية التي جاءت إلى مصر بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع عام (648هـ/ 1250م) والتي هُزمت بفضل الله بعد معركة المنصورة، وقد ظل الشيخ مرزوق الأحمدي يناضل ويلقي دروس العلم حتى توفي عام (677 هـ/ 1278م) ودفن بخلوته بالجمالية، حيث أقيمت عليها زاوية صغيرة إلى أن بنى عليه المسجد الأثري الحالي في العصر العثماني.

 

ومسجد مرزوق الأحمدي، مسجد أثري يحمل رقم (29) بسجلات الآثار الإسلامية. يعرف بمسجد المرازقة، ويقع بشارع حبس الرحبة على رأس الطريق الموصل إلى قصر الشوك بالجمالية بالقاهرة. 

 

تم إنشاؤه عام (1045هـ/ 1635م) على يد الأمير علي بك أمير اللواء الشريف السلطاني، أثناء فترة حكم الوالي العثماني أحمد باشا، والذي تولى حكـم مصـر في الفترة من عام (1042 – 1045هـ/ 1632 – 1635م)، وذلك من قبل السلطان العثماني مراد الرابع.

 

ويتكون مسجد مرزوق الأحمدي من مستطيل مساحته 17 مترا × 12 مترا تقريبا، ولهذا المسجد ثلاث واجهات الرئيسية وهي الشمالية الغربية وتطل على شارع الجمالية، والثانية وهي الواجهة الجنوبية الغربية وبها المئذنة وتطل على شارع قصر الشوق، والثالثة وهي الواجهة الجنوبية الشرقية وتطل على درب الطبلاوي.

 

والمسجد من الداخل منقسم بواسطة بائكتين إلى ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة، وتتكون كل بائكة من ثلاثة عقود من نوع العقد المدبب الذي يشبه حدوة الفرس. وللمسجد منبر خشبي ومحراب به عمودان، ودكة كبيرة ترتكز على العمودين الجنوبيين أعلى وسط الرواق الغربي. وقال حسن قاسم: “ويوجد تحت المحراب أثر قدمين غائصين في حجر من الصوان تنسبها العامة إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى السيد أحمد البدوي رضي الله عنه”. 

 

وللمسجد بابان؛ الرئيسي أولهما يقع في الواجهة الشمالية الغربية، أما المدخل الثاني فيقع في الضلع الجنوبي الغربي وهو يؤدي إلى دهليز مستطيل يوجد على يمينه ضريح الشيخ مرزوق الأحمدي الذي أقيم فوق الخلوة التي كان يشغلها في حياته وعن يساره يوجد سلم صاعد يُتوصل منه إلى الملحقات السكنية بالمسجد وإلى السطح باب الدخول إلى المئذنة.

 

وقد ورد المسجد في الخطط التوفيقية لعلي مبارك، بقول: “هو بخط شارع رحبة باب العيد على رأس الطريق الموصل إلى قصر الشوق ودرب الطبلاوي، وهو مقام الشعائر وبه منبر وخطبة وبه ضريح الشيخ مرزوق اليماني الذي تنسب إليه المرازقة وهم طائفة من أتباع السيد البدوي؛ يُقال إن أسماءهم دائرة بين محمد ومصطفى والشيخ مرزوق” 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.