التخطي إلى المحتوى

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال حديثه عن السنة النبوية المشرفة في الحلقة التاسعة عشرة من برنامج “رؤية”، أننا حينما نتحدث عن السنة النبوية المشرفة المطهرة المباركة إنما نتحدث عن المصدر الثاني للتشريع، فقد أجمع علماء الأمة ، وفقهاؤها، وأصوليوها على حجية السنة النبوية، وأنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب ربنا (عز وجل).

وأوضح الوزير أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم ): “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ” ، ويقول الحق (سبحانه وتعالى ): ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ‌فَرُدُّوهُ ‌إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ” ويقول (سبحانه وتعالى ):”قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ” ويقول (سبحانه وتعالى): “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” ويقول (سبحانه وتعالى): “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ” ويقول (سبحانه وتعالى ): “مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا”، ويقول سبحانه: “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا” ، ويقول سبحانه: “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا” ويقول (سبحانه وتعالى): “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا” ويقول (سبحانه وتعالى): “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

وتابع الوزير: وكان سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه ) يقول: “ثلاث في القرآن نزلت مقرونة بثلاث لا تُقبَل واحدة منها دون الأخرى أولها: قوله (سبحانه وتعالى): “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ” ، فمن لم يطع رسول الله لم يطع الله وعرَّض نفسه لعذاب الله وسخطه، يقول رب العزة (سبحانه وتعالى): “فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” ؛ أي وينزلوا على حكم سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ويقول (سبحانه وتعالى): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ” إذا لم تطيعوا الله ورسوله أبطلتم أعمالكم ويقول (سبحانه وتعالى) في تحذير واضح: “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا” ، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ” ويقول (سبحانه وتعالى): “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا”.

وأكد أن الله (عز وجل) زكّى نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، حيث زكَّى لسانه فقال (سبحانه وتعالى): “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” ، وزكَّى فؤاده فقال (سبحانه وتعالى): “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى” ، وزكَّى بصره فقال (سبحانه وتعالى): “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى” ، وزكَّى معلمه ، فقال “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى” ، وزكَّاه كله فقال: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.

ولفت الوزير إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم)  حذر من الذين يشكِّكون، أو يتناولون، أو لا يعملون بسنته (صلى الله عليه وسلم)، فيقول: “ألَا هلْ عسى رجلٌ يبلغُه الحديثَ عنِّي وهوَ متكئٌ على أريكتِهِ ، فيقولُ: بيننا وبينكم كتابُ اللهِ ، فما وجدنَا فيهِ حلالًا استحللنَاهُ ، وما وجدنا فيهِ حرامًا حرمناهُ ، وإنْ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليهِ وسلمَ) كمَّا حرَّمَ اللهُ” ويقول (صلى الله عليه وسلم): “كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى ، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى”، ولا شك أن السنة النبوية الطيبة المشرفة المباركة المطهرة جاءت شارحة ومبينة ومتممة ومفصلة لما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى ، يقول (سبحانه): “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ”.

وقال كثير من المفسرين: الحكمة هنا هي سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) : “وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا”، ويقول (سبحانه) : “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ”، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ” ، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”، ويقول (سبحانه وتعالى): “وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا” قال الحسن البصري والإمام الشافعي وكثير من أهل العلم: “الحكمة” هنا هي سنة سيدنا رسول (صلى الله عليه وسلم) ، يقول الإمام الشافعي: وضع الله (عز وجل) رسوله (صلى الله عليه وسلم) من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان (جل ثناؤه) عنه أن جعله علمًا لدينه بما افترض من طاعته، وحرم من معصيته، وأبان من فضيلته بما قرن بالإيمان برسوله (صلى الله عليه وسلم) مع الإيمان به، فقال (سبحانه وتعالى): “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”، ويقول (رحمه الله) أيضًا: لم أسمع أحدًا نسبه الناس إلى العلم، أو نسب نفسه إليه يخالف في أن فرض الله (عز وجل) اتباع أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) والتسليم لحكمه.

ويقول ابن حزم – كأنه يرد على من يقفون عند النص القرآني- : في أي قرآن وُجِدَ أن الظهر أربع ركعات ، وأن المغرب ثلاث ركعات، وأن الركوع على صفة كذا وأن السجود على صفة كذا، وأن صفة القراءة فيهما كذا، وفي أي كتاب جاء بيان كيفية زكاة الذهب، والفضة، والغنم، والإبل، والبقر، ومقدار الأعداد المأخوذة منها الزكاة، ومقدار الزكاة المأخوذة، وفي أي كتاب جاء تفصيل أعمال الحج من طواف وسعي ورمي، ألم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحج : “خذوا عني مناسككم”، كل ذلك إنما جاء في القرآن الكريم مجملًا، وجاءت السنة النبوية المشرفة المطهرة لتبين للناس أمور دينهم، نؤمن إيمانًا جازمًا لا يداخله شك أن طاعة سيدنا رسول الله من طاعة الله، وأن معصية رسول الله هي معصية لله، وأن ما جاء في سنة رسول الله، وما صح عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو أمر لا غنى عنه في بيان أمر ديننا ، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يحسنون اتباع كتاب ربهم وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم)، من المستمسكين المستعصمين لقول من قال: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي”، نستمسك بهما، ونستعصم بهما، ونعمل على فهمهما حسن الفهم، وعلى العمل بهما حسن العمل، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.